عام بعد عام، ما زالت مئات الكيلو جرامات من النفايات تُنتَج من مخلفات مواطني الاتحاد الأوروبي.
ورغم تزايد إعادة التدوير واستعادة الطاقة من النفايات على مدى الأعوام العشرة الماضية، إلا أنه ما زال أكثر من نصف القمامة الأوروبية يلقى في مدافن القمامة أو يحرق دون استفادة من قيمتها خاصة في 11 دولة عضو.
ووفقا للمعايير، التي اعتمدها إحصائيو مكتب الإحصاء الأوروبي، فإن أغلبية “النفايات البلدية” تأتي من الأسر مثل الورق والكرتون والبلاستيك والزجاج والمعادن ونفايات الأغذية والحدائق والمنسوجات، إضافة إلى النفايات المنزلية الضخمة، كالأثاث القديم وغيرها. والباقي نفايات قادمة من الشركات ومباني المكاتب والمؤسسات العامة مثل المدارس والمستشفيات والمباني الإدارية.
وفي المتوسط، يتم توليد 483 كيلو جراما من النفايات البلدية للفرد الواحد في الاتحاد الأوروبي في 2017، بعد أن كانت 522 كيلو جراما قبل عقد من الزمن.
ومع 781 كيلو جراما من النفايات، التي ينتجها الدنماركي الواحد في السنة، أصبحت الدانمارك أكبر مُنتِج للنفايات في أوروبا في 2017. وتأتي بعدها النرويج وسويسرا بإنتاج 748 و706 كيلو جرامات للفرد على التوالي، ثم أيسلندا التي ينتج كل فرد من مواطنيها 656 كيلو جراما من النفايات، وقبرص 640، وألمانيا 627، ومالطة 621، ولوكسمبورج 614، وفرنسا 511 كيلو جراما.
أما الأوروبيون الأقل توليدا للنفايات البلدية فهم الرومانيون 261 كجم/ للرأس، والبولنديون 307، والجيك 339 والسلوفاك 348، هذا، مع بعض الاستثناءات مثل قبرص أو اليونان.
ويقول التقرير إن معدل إعادة التدوير يتحسن تدريجيا في الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ في المتوسط 45 في المائة في 2016 ثم 46 في المائة في 2017. ووضع الاتحاد الأوروبي برنامجا لزيادة متوسط معدل إعادة تدوير النفايات إلى 55 في المائة بحلول 2025، و60 في المائة في 2030، وبين 2007 و2017، قفز المعدل الأوروبي في تدوير النفايات من 35 إلى 46.4 في المائة.
ولا تزال هناك تفاوتات كبيرة بين بلدان الشمال والجنوب أو الشرق في الاتحاد الأوروبي، غير أن ألمانيا تقف على المنصة الأولى في إعادة تدوير النفايات، أو بمعدل أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي، إذ قام هذا البلد بتدوير ما نسبته 63 في المائة من نفاياتها في 2007 ليرتفع الرقم إلى 68 في المائة في 2017. وتأتي بعده النمسا بنسبة تدوير 60 في المائة في 2007 و58 في 2017، ثم هولندا بنسبتي 48 و55 في المائة، وسويسرا- ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي- بنسبتي 51 و52 في المائة، وبعدها الدنمارك 44 و46 في المائة، ثم فرنسا التي ركدت نسبة تدويرها للنفايات بين 2007 و2017 عند 43 في المائة.
وهبطت نسبة النرويج في تدوير النفايات من 43 في المائة في 2007 إلى 39 في المائة في 2017، في المقابل رفعت أيسلندا نسبتها من 19 إلى 26 في المائة. لكن الزيادة الكبرى كانت من حصة قبرص، التي رفعت نسبة تدوير نفاياتها من مجرد 5 إلى 16 في المائة. وبين الأرقام الأخرى، تأتي سلوفينيا، التي أنجزت تدوير 59 في المائة من نفايتها في 2017، وبلجيكا 55 في المائة. وعلي النقيض من ذلك، أعيد تدوير أقل من واحد من كل أربعة كيلو جرامات من النفايات في رومانيا 14 في المائة واليونان 18 في المائة وقبرص 18 في المائة وكرواتيا 22 في المائة وسلوفاكيا 24 في المائة.
ومالطا هي العضو الوحيد في الاتحاد الأوروبي، التي قامت بإعادة تدوير أقل من عُشر نفاياتها 8 في المائة. ووفقا للاتحاد الأوروبي، فإن إعادة تدوير النفايات يتوافق مع استعادة وتحويل النفايات إلى “منتجات ومواد وعناصر”، يتم إعادة استخدامها في الصناعات وأيضا تصنيع الوقود والأسمدة العضوية وطمر الحفر واستصلاح الأراضي وغيرها. وبحسب التقرير فإنه علاوة على إعادة التدوير، وهو الحل الأكثر صداقة للبيئة، فإن عديدا من الدول- ولا سيما الدول الإسكندنافية- هي الأعلى في استعادة الطاقة من نفاياتها البلدية.
وهذا هو الحال بالنسبة لفنلندا 55 في المائة من النفايات والدنمارك 51 في المائة والسويد 50 وهولندا 44 وبلجيكا 44، وفرنسا 35. البلدان الخمسة الأولى تخصص أقل من 5 في المائة من نفاياتها البلدية لمدافن القمامة أو التخلص منها دون استفادة من قيمتها.
ومع ذلك، فإن المعدل المتوسط في الاتحاد الأوروبي لاسترداد الطاقة من النفايات هو 25 في المائة فقط، مع سبعة بلدان لم تعبر حاجز الـ 5 في المائة. وفي 11 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي، لا يزال أكثر من كيلو جرام واحد من كل اثنين من النفايات ينتهي إلى مكب النفايات أو يتم التخلص منه دون استفادة.
وفي كرواتيا وقبرص ورومانيا، أكثر من 70 في المائة من النفايات البلدية في المتوسط تذهب دون استفادة، وفي مالطا واليونان يتجاوز المعدل 80 في المائة.
وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، ينخفض معدل النفايات، التي يتم التخلص منها دون استفادة باطراد، لكنه لا يزال عند 27 في المائة.
الإقتصادية